في هذا الحوار الذي أجرته معه قناة «يورنيوز»، يتحدث المفكر الأمريكي البارز نعوم تشومسكي عن الأخطار التي تتهدد العالم اليوم، وعما أسماه إصرار هذا العالم على الانحدار نحو الهاوية، التي اعتبرها هاويتين: بيئية ونووية، كما تطرق إلى شد الحبل بين الغرب وإيران، والدعم الأمريكي اللامشروط للغطرسة الإسرائيلية. كما يتناول موضوع الإرهاب، ويصف أمريكا بأنها «دولة إرهابية رائدة».
– في عام 2015، نعيش في عالم يبدو غير مستقر. لكن بشكل عام، هل أنت متفائل أم متشائم؟
< على الصعيد العالمي، إننا نسرع نحو الهاوية، مصممون على السقوط نحو العدم، وهذا يقلل كثيراً من احتمالات البقاء على قيد الحياة بشكل لائق.
أي نوع من الهاوية؟
< في الواقع، هناك هاويتان، كارثة بيئية باتت وشيكة، لم يعد لدينا الكثير من الوقت للحد منها. إننا نسير في الطريق الخاطئ. والثانية تعود إلى سبعين عاما، كان هناك خطر الحرب النووية، الذي لا يزال ينمو. إذا نظرتم إلى هذا الملف، فقد بقينا على قيد الحياة بمعجزة.
– لنتحدث عن القضايا البيئية، طلبنا من متابعينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إرسال أسئلتهم فتلقينا الآلاف منها. لتحليل مسألة البيئة بنظرة فيلسوف، ما رأيكم في التغير المناخي؟
< الجنس البشري هرم حوالي مائة ألف سنة ويواجه الآن انعطافة فريدة في تاريخه. الآن، إنه في مرحلة سيقرر فيها قريبا، خلال الأجيال القريبة المقبلة،
إن كانت التجربة التي تدعى الحياة الذكية ستستمر أم إننا مصممون على تدميرها. العلماء صرحوا بأن الوقود الأحفوري يجب أن يترك داخل الأرض إن أردنا أن نترك لأحفادنا آفاقاً لائقة. لكن الهياكل المؤسسية تضغط على مجتمعنا في محاولة لانتزاع كل قطرة. آثار وعواقب هذا على البشرية، والآثار المتوقعة على تغير المناخ في المستقبل القريب، تعد كارثة، إننا في سباق نحو الهاوية.
– في ما يتعلق بالحرب النووية، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع إيران. هل هذا يعد بصيص أمل يجعل من العالم مكانا أكثر أمنا؟
< أؤيد المفاوضات مع إيران لكنها معيبة جداً. هناك نوعان من الدول التي تعيث فسادا في منطقة الشرق الأوسط وتقوم بالاعتداءات والعنف والأعمال الإرهابية، وغير القانونية، وباستمرار. إنها الدول التي تمتلك الأسلحة الثقيلة والأسلحة النووية ولم تؤخذ أسلحتها النووية بعين الاعتبار.
– من هي هذه الدول ؟
< الولايات المتحدة وإسرائيل. أكبر دولتين نوويتين في العالم. هناك سبب، استطلاعات الرأي الدولية التي تديرها وكالات اقتراع أمريكية، أظهرت أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي بأغلبية ساحقة. المثير للاهتمام هو أن وسائل الإعلام الأمريكية رفضت نشر هذا الاستطلاع. لكن هذا لا يغير الواقع.
– الرئيس الأمريكي أوباما لا يحظى بتقدير كبير من قبلكم. هل هذا الاتفاق يجعلكم تعتقدون أنه في ظرف أفضل؟ وأنه يحاول الحد من خطر نشوب حرب نووية؟
< في الواقع إنه لا يفعل شيئاً. أعلن عن برنامج من آلاف المليارات من الدولارات لتحديث نظام السلاح النووي الأمريكي، هذا يعني توسيع نطاق نظام
السلاح النووي. هذا هو أحد الأسباب التي أدت إلى تقديم عقارب نهاية العالم بدقيقتين لتصبح ثلاث دقائق قبل منتصف الليل حسب نشرة علماء الذرة.
هذا لم يحدث منذ ثلاثين عاما. منذ عهد ريغان حيث كان هناك خطر حرب نووية كبرى.
– ذكرتم الولايات المتحدة وإسرائيل مع ايران. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الاتفاق المبدئي المتعلق ببرنامج إيران النووي…
< هذا مهم، ينبغي أن نسأل لماذا.
– لماذا؟
< نعلم لماذا. النفقات العسكرية لإيران منخفضة جدا حتى وفقاً لمعايير المنطقة. العقيدة الاستراتيجية الإيرانية عقيدة دفاعية، إنها تستند إلى عدم اللجوء إلى العنف لأطول فترة ممكنة وإحلال الدبلوماسية محله، الولايات المتحدة وإسرائيل، دولتان مارقتان، لا تحتملان الرادع. لا يوجد أي محلل استراتيجي يعتقد أن إيران قادرة على استخدام السلاح النووي. وإن قامت بهذا، فإنه سيؤدي وببساطة إلى تبخر البلد، ليس هناك أي مؤشر يشير إلى أن رجال الدين في السلطة، مهما كان رأيكم فيهم، يريدون رؤية بلادهم مدمرة.
– سؤال آخر عن هذه القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: هل تعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوصل إلى اتفاق يمكن أن يشكل خطرا على إسرائيل؟
< الولايات المتحدة مستمرة بالقيام بإجراءات تشكل خطرا على إسرائيل، جدياً, كل ما تعتقده دعما للسياسة الإسرائيلية، وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، أكبر تهديد لإسرائيل كان سياساتها. إن عدنا إلى الوراء، إلى العام 1970، إسرائيل كانت من بين الدول الأكثر احتراما وتقديرا في العالم. كان هناك الكثير من المواقف المواتية. الآن، إنها واحدة من أكثر الدول كرها ورعبا في العالم.
في بداية السبعينيات اتخذت إسرائيل قرارا، كان لديها إمكانية اتخاذ القرار، إنها فضلت التوسع على الأمن، قرار يحمل في طياته عواقب وخيمة.
عواقب كانت واضحة آنذاك – كتبت هذا كآخرين غيري، تفضيل التوسع على الأمن سيؤدي إلى الانحطاط الداخلي، والغضب، والمعارضة، والعزلة والدمار الشامل . دعم هذه السياسات يعني أن الولايات المتحدة تساهم في التهديدات التي تواجهها إسرائيل.
– هذا يقودني إلى موضوع الإرهاب، إنه ظاهرة عالمية، بعض الأشخاص، أعتقد أنكم من بينهم أيضا، سيقولون إنها ردة فعل على السياسة الأمريكية الإرهابية في جميع أنحاء العالم. ما مدى مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها في ما يخص الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم؟
< تذكروا أن أسوأ حملة إرهابية في العالم، من بعيد، هي التي نظمت في واشنطن، إنها حملة اغتيال عالمية، لم يسبق أن كانت هناك حملة إرهابية بهذا المستوى.
– حين تتحدثون عن حملة اغتيال عالمية؟
< حملة الطائرات بدون طيار على أجزاء واسعة من العالم، الولايات المتحدة بشكل منهجي، علنا، وصراحة، ما أقوله ليس سراً، الجميع يعرف هذا، إنها تنفذ حملات منتظمة لاغتيال الأشخاص الذين تشك بأنهم قد يلحقون الضرر بالحكومة الأمريكية في يوم ما. الواقع، كما ذكرتِ سابقا، إنها حملة إرهاب . مثلاً، عند قصف قرية في اليمن، وقتل شخص ما، ربما هو الذي كان مستهدفا وربما لا. أشخاص غيره كانوا موجودين في الحي، هم أيضا سيقتلون، كيف سيردون؟ إنهم سينتقمون.
< على الصعيد العالمي، إننا نسرع نحو الهاوية، مصممون على السقوط نحو العدم، وهذا يقلل كثيراً من احتمالات البقاء على قيد الحياة بشكل لائق.
أي نوع من الهاوية؟
< في الواقع، هناك هاويتان، كارثة بيئية باتت وشيكة، لم يعد لدينا الكثير من الوقت للحد منها. إننا نسير في الطريق الخاطئ. والثانية تعود إلى سبعين عاما، كان هناك خطر الحرب النووية، الذي لا يزال ينمو. إذا نظرتم إلى هذا الملف، فقد بقينا على قيد الحياة بمعجزة.
– لنتحدث عن القضايا البيئية، طلبنا من متابعينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إرسال أسئلتهم فتلقينا الآلاف منها. لتحليل مسألة البيئة بنظرة فيلسوف، ما رأيكم في التغير المناخي؟
< الجنس البشري هرم حوالي مائة ألف سنة ويواجه الآن انعطافة فريدة في تاريخه. الآن، إنه في مرحلة سيقرر فيها قريبا، خلال الأجيال القريبة المقبلة،
إن كانت التجربة التي تدعى الحياة الذكية ستستمر أم إننا مصممون على تدميرها. العلماء صرحوا بأن الوقود الأحفوري يجب أن يترك داخل الأرض إن أردنا أن نترك لأحفادنا آفاقاً لائقة. لكن الهياكل المؤسسية تضغط على مجتمعنا في محاولة لانتزاع كل قطرة. آثار وعواقب هذا على البشرية، والآثار المتوقعة على تغير المناخ في المستقبل القريب، تعد كارثة، إننا في سباق نحو الهاوية.
– في ما يتعلق بالحرب النووية، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع إيران. هل هذا يعد بصيص أمل يجعل من العالم مكانا أكثر أمنا؟
< أؤيد المفاوضات مع إيران لكنها معيبة جداً. هناك نوعان من الدول التي تعيث فسادا في منطقة الشرق الأوسط وتقوم بالاعتداءات والعنف والأعمال الإرهابية، وغير القانونية، وباستمرار. إنها الدول التي تمتلك الأسلحة الثقيلة والأسلحة النووية ولم تؤخذ أسلحتها النووية بعين الاعتبار.
– من هي هذه الدول ؟
< الولايات المتحدة وإسرائيل. أكبر دولتين نوويتين في العالم. هناك سبب، استطلاعات الرأي الدولية التي تديرها وكالات اقتراع أمريكية، أظهرت أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي بأغلبية ساحقة. المثير للاهتمام هو أن وسائل الإعلام الأمريكية رفضت نشر هذا الاستطلاع. لكن هذا لا يغير الواقع.
– الرئيس الأمريكي أوباما لا يحظى بتقدير كبير من قبلكم. هل هذا الاتفاق يجعلكم تعتقدون أنه في ظرف أفضل؟ وأنه يحاول الحد من خطر نشوب حرب نووية؟
< في الواقع إنه لا يفعل شيئاً. أعلن عن برنامج من آلاف المليارات من الدولارات لتحديث نظام السلاح النووي الأمريكي، هذا يعني توسيع نطاق نظام
السلاح النووي. هذا هو أحد الأسباب التي أدت إلى تقديم عقارب نهاية العالم بدقيقتين لتصبح ثلاث دقائق قبل منتصف الليل حسب نشرة علماء الذرة.
هذا لم يحدث منذ ثلاثين عاما. منذ عهد ريغان حيث كان هناك خطر حرب نووية كبرى.
– ذكرتم الولايات المتحدة وإسرائيل مع ايران. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الاتفاق المبدئي المتعلق ببرنامج إيران النووي…
< هذا مهم، ينبغي أن نسأل لماذا.
– لماذا؟
< نعلم لماذا. النفقات العسكرية لإيران منخفضة جدا حتى وفقاً لمعايير المنطقة. العقيدة الاستراتيجية الإيرانية عقيدة دفاعية، إنها تستند إلى عدم اللجوء إلى العنف لأطول فترة ممكنة وإحلال الدبلوماسية محله، الولايات المتحدة وإسرائيل، دولتان مارقتان، لا تحتملان الرادع. لا يوجد أي محلل استراتيجي يعتقد أن إيران قادرة على استخدام السلاح النووي. وإن قامت بهذا، فإنه سيؤدي وببساطة إلى تبخر البلد، ليس هناك أي مؤشر يشير إلى أن رجال الدين في السلطة، مهما كان رأيكم فيهم، يريدون رؤية بلادهم مدمرة.
– سؤال آخر عن هذه القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يقول: هل تعتقدون أن الولايات المتحدة يمكن أن تتوصل إلى اتفاق يمكن أن يشكل خطرا على إسرائيل؟
< الولايات المتحدة مستمرة بالقيام بإجراءات تشكل خطرا على إسرائيل، جدياً, كل ما تعتقده دعما للسياسة الإسرائيلية، وعلى مدى السنوات الأربعين الماضية، أكبر تهديد لإسرائيل كان سياساتها. إن عدنا إلى الوراء، إلى العام 1970، إسرائيل كانت من بين الدول الأكثر احتراما وتقديرا في العالم. كان هناك الكثير من المواقف المواتية. الآن، إنها واحدة من أكثر الدول كرها ورعبا في العالم.
في بداية السبعينيات اتخذت إسرائيل قرارا، كان لديها إمكانية اتخاذ القرار، إنها فضلت التوسع على الأمن، قرار يحمل في طياته عواقب وخيمة.
عواقب كانت واضحة آنذاك – كتبت هذا كآخرين غيري، تفضيل التوسع على الأمن سيؤدي إلى الانحطاط الداخلي، والغضب، والمعارضة، والعزلة والدمار الشامل . دعم هذه السياسات يعني أن الولايات المتحدة تساهم في التهديدات التي تواجهها إسرائيل.
– هذا يقودني إلى موضوع الإرهاب، إنه ظاهرة عالمية، بعض الأشخاص، أعتقد أنكم من بينهم أيضا، سيقولون إنها ردة فعل على السياسة الأمريكية الإرهابية في جميع أنحاء العالم. ما مدى مسؤولية الولايات المتحدة وحلفائها في ما يخص الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء العالم؟
< تذكروا أن أسوأ حملة إرهابية في العالم، من بعيد، هي التي نظمت في واشنطن، إنها حملة اغتيال عالمية، لم يسبق أن كانت هناك حملة إرهابية بهذا المستوى.
– حين تتحدثون عن حملة اغتيال عالمية؟
< حملة الطائرات بدون طيار على أجزاء واسعة من العالم، الولايات المتحدة بشكل منهجي، علنا، وصراحة، ما أقوله ليس سراً، الجميع يعرف هذا، إنها تنفذ حملات منتظمة لاغتيال الأشخاص الذين تشك بأنهم قد يلحقون الضرر بالحكومة الأمريكية في يوم ما. الواقع، كما ذكرتِ سابقا، إنها حملة إرهاب . مثلاً، عند قصف قرية في اليمن، وقتل شخص ما، ربما هو الذي كان مستهدفا وربما لا. أشخاص غيره كانوا موجودين في الحي، هم أيضا سيقتلون، كيف سيردون؟ إنهم سينتقمون.
– تتحدثون عن الولايات المتحدة كدولة إرهابية رائدة. أين هي أوروبا في هذه الصورة ؟
< إنه سؤال مهم. مؤخراً، صدرت دراسة أعتقد أنها كانت من قبل مؤسسة المجتمع المفتوح… أسوأ أنواع التعذيب هو تسليم السجناء.
تلقون القبض على شخص مشكوك فيه، وتسلمونه إلى الدكتاتور المفضل لديكم، ربما الأسد أو القذافي أو مبارك، للقيام بتعذيبه، على أمل الحصول على شيء ما منه. إنه تسليم إستثنائي. الدراسة استعرضت الدول التي شاركت في هذا، بالتأكيد دول الشرق الأوسط لأن السجناء أرسلوا إلى هذه الدكتاتوريات لتعذيبهم، أغلب الدول الأوربية شاركت أيضا، انجلترا والسويد ودول أخرى، هناك منطقة واحدة فقط في العالم لم تشارك هي أمريكا اللاتينية. المثير للجدل هو أن أمريكا اللاتينية الآن خارج سيطرة الولايات المتحدة . حين كان مسيطراً عليها من قبل
الولايات المتحدة، منذ فترة ليست طويلة جدا، كانت مركزاً للتعذيب في العالم . الآن، لم تشارك في أسوأ شكل من أشكال التعذيب، وهو التسليم. أوروبا شاركت. حين يظهر السادة ينحني العبيد..
– هل أوروبا خادمة للولايات المتحدة؟
< بالتأكيد. إنهم جبناء جدا لاتخاذ موقف مستقل.
– كيف تصفون فلاديمير بوتين؟ وصف على أنه من بين أخطر التهديدات للأمن. هل هذا صحيح؟
< مثل معظم القادة، إنه يشكل تهديدا لشعبه. من الواضح أنه قرر القيام بأعمال غير مشروعة. لكن وصفه كوحش مجنون يعاني من مرض في الدماغ ومصاب بمرض الزهايمر ومخلوق شرير إنه تخيل تحدث عنه الكاتب جورج أورويل . أعني أنه مهما كان رأيكم في سياساته، فإنها تبقى مفهومة. فكرة إمكانية انضمام أوكرانيا إلى تحالف عسكري غربي لا يمكن أن تقبل من أي زعيم سوفيتي. هذا يعود إلى العام 1990، حين انهار الاتحاد السوفيتي.
كان هناك سؤال يتعلق بما سيحدث للناتو، غورباتشوف وافق على فكرة توحيد ألمانيا وانضمامها إلى الناتو. كان تنازلا ملحوظا مع مقايضة تنص على عدم توسيع حلف شمال الأطلسي بوصة واحدة إلى الشرق. هذه هي العبارة التي تم استخدامها آنذاك.
– إذن تم تحريض روسيا؟
< حسنا، ماذا حدث؟ حلف شمال الأطلسي تحرك لغاية ألمانيا الشرقية، ثم جاء كلينتون وقام بتوسيع حلف شمال الأطلسي إلى غاية حدود روسيا.
الآن، الحكومة الأوكرانية الجديدة، بعد الإطاحة بالحكومة السابقة، صوتت بـ300 مقابل 8 أو شيء من هذا القبيل، للانضمام إلى الناتو.
– لكن لماذا يريدون الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؟ هل لأن حكومة بترو بوروشينكو ترى أن هذا يعد حماية لبلادهم؟ .
< لا، لا، لا. هذه ليست حماية. لقد تم ضم شبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالحكومة، أليس كذلك؟ إنها ليست حماية لأوكرانيا، انه تهديد لأوكرانيا بحرب كبرى.
إنه تهديد استراتيجي خطير لروسيا بالنسبة لأي زعيم روسي. الآن، الأمر مفهوم بشكل جيد.
إن نظرنا إلى الوضع الحالي في أوروبا، هناك ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام، اليونان تتوجه نحو الشرق، على أية حال، هذا ما تتمناه حكومة سيريزا. كذلك حزب بوديموس، إنه يكتسب قوة في إسبانيا وفي المجر. هل هناك إمكانية أن تتغير أوربا لتصبح أكثر تلاؤماً مع المصالح الروسية؟ لنلقي نظرة على ما يحدث. وضع المجر مختلف تماما، سيريزا جاء إلى السلطة على أساس موجة شعبية تظهر بأن على اليونان لا تخضع لسياسات بروكسل والبنوك الألمانية التي تدمر البلاد. هذه السياسات أدت إلى زيادة ديون اليونان بالنسبة لإنتاج ثروتها، حوالي نصف الشباب عاطلون عن العمل، و 40٪ من اليونانيين يعيشون تحت خط الفقر.
– هل يجب إلغاء ديون اليونان؟
< أجل، كما حدث مع ألمانيا في العام 1953، أوروبا ألغت معظم ديون ألمانيا. فقط لتتمكن ألمانيا من إعادة بناء ما خربته الحرب.
– لكن ماذا عن الدول الأوروبية الأخرى؟
< القصة نفسها.
– إذن، هل يجب إلغاء ديون البرتغال وإسبانيا أيضاً ؟
< من تسبب بتكبيد هذا الدين؟ ومن هو مستحق هذه الديون؟ الحكام المستبدون هم سبب تكبيد جزء من هذه الديون. في اليونان كانت الدكتاتورية الفاشية التي دعمتها الولايات المتحدة . أعتقد أن الدين كان أكثر وحشية من الدكتاتورية، في القانون الدولي يطلقون عليه اسم «الدين الكريه»، دفعه ليس ضرورياً. الولايات المتحدة هي التي أدخلت هذا المبدأ في القانون الدولي، حين كان هذا في مصلحتها.
جزء كبير من بقية الديون، ما أطلق عليه اسم المدفوعات إلى اليونان هي في الواقع مدفوعات للبنوك ولألمانيا والبنوك الفرنسية، التي كانت قد قررت تقديم قروض تنطوي على مخاطر كبيرة، وبفائدة منخفضة، الآن إنها تواجه حقيقة عدم إمكانية تسديدها .
– كيف سيتم تغيير أوروبا مستقبلاً أمام هذه التحديات الوجودية ؟ هناك الأزمة الاقتصادية، وصعود القومية، وكنتم وصفتم أيضا بعض التصدعات الثقافية التي ظهرت في جميع أنحاء أوروبا. كيف ستتغير أوروبا؟
< أوروبا لديها مشاكل خطيرة. بعض المشاكل ناجمة عن السياسات الاقتصادية التي صممها البيروقراطيون في بروكسل والمفوضية الأوروبية وغيرها، بضغط من حلف شمال الأطلسي والبنوك الكبرى، وخاصة الألمانية منها. إنهم يريدون أن تسدد قروضهم واستثماراتهم الخطرة والخطيرة. بيد أن هذه السياسات تعمل على تآكل دولة الرفاه، التي لم يحبونها أبدا. بيد أن دولة الرفاه هي الشيء الذي ساهمت فيه أوربا مساهمة كبيرة في المجتمع الحديث، لكن الأغنياء والأقوياء لم يرضوا بها. هناك مشكلة أخرى في أوروبا هي العنصرية . شعوري الدائم كان أن أوروبا أكثر عنصرية من الولايات المتحدة. هذا لم يكن مرئياً في أوروبا لأن الشعوب الأوروبية، في السابق، كانت تميل إلى التجانس. إن كان الجميع أشقر وبعينيين زرقاوين، فإنكم لا تبدون عنصريين، لكن حالما يبدأ السكان بالتغيير، تظهر العنصرية بسرعة كبيرة. وهذه مشكلة ثقافية خطيرة في أوروبا.
– لأن الوقت محدد، سؤال أخير حول نقطة أكثر إيجابية: ما الذي يمنحك الأمل؟
< ما يمنحني الأمل هي بعض الأشياء التي تحدثنا عنها. مثلاً، استقلال أمريكا اللاتينية له أهمية تاريخية كما رأينا في مؤتمر قمة الأمريكتين في بنما. في الاجتماعات الأخيرة في نصف الكرة الغربي، الولايات المتحدة كانت معزولة تماما. إنه تغيير جذري بالنسبة للسنوات العشر أو العشرين الماضية حين أخطأت الولايات المتحدة في شؤون أمريكا اللاتينية. في الواقع، هذا هو السبب الذي جعل أوباما يلتفت إلى كوبا في محاولة للتغلب على عزلة أمريكا. فالولايات المتحدة هي التي عُزلت وليس كوبا، ربما إنها ستفشل، سنرى. علامات التفاؤل في أوروبا هي سيريزا وحزب بوديموس.
نأمل بانتفاضة شعبية ضد السحق والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المدمرة التي تأتي من البيروقراطية والبنوك، هذا هو الأمل. أو يجب أن يكون.
< إنه سؤال مهم. مؤخراً، صدرت دراسة أعتقد أنها كانت من قبل مؤسسة المجتمع المفتوح… أسوأ أنواع التعذيب هو تسليم السجناء.
تلقون القبض على شخص مشكوك فيه، وتسلمونه إلى الدكتاتور المفضل لديكم، ربما الأسد أو القذافي أو مبارك، للقيام بتعذيبه، على أمل الحصول على شيء ما منه. إنه تسليم إستثنائي. الدراسة استعرضت الدول التي شاركت في هذا، بالتأكيد دول الشرق الأوسط لأن السجناء أرسلوا إلى هذه الدكتاتوريات لتعذيبهم، أغلب الدول الأوربية شاركت أيضا، انجلترا والسويد ودول أخرى، هناك منطقة واحدة فقط في العالم لم تشارك هي أمريكا اللاتينية. المثير للجدل هو أن أمريكا اللاتينية الآن خارج سيطرة الولايات المتحدة . حين كان مسيطراً عليها من قبل
الولايات المتحدة، منذ فترة ليست طويلة جدا، كانت مركزاً للتعذيب في العالم . الآن، لم تشارك في أسوأ شكل من أشكال التعذيب، وهو التسليم. أوروبا شاركت. حين يظهر السادة ينحني العبيد..
– هل أوروبا خادمة للولايات المتحدة؟
< بالتأكيد. إنهم جبناء جدا لاتخاذ موقف مستقل.
– كيف تصفون فلاديمير بوتين؟ وصف على أنه من بين أخطر التهديدات للأمن. هل هذا صحيح؟
< مثل معظم القادة، إنه يشكل تهديدا لشعبه. من الواضح أنه قرر القيام بأعمال غير مشروعة. لكن وصفه كوحش مجنون يعاني من مرض في الدماغ ومصاب بمرض الزهايمر ومخلوق شرير إنه تخيل تحدث عنه الكاتب جورج أورويل . أعني أنه مهما كان رأيكم في سياساته، فإنها تبقى مفهومة. فكرة إمكانية انضمام أوكرانيا إلى تحالف عسكري غربي لا يمكن أن تقبل من أي زعيم سوفيتي. هذا يعود إلى العام 1990، حين انهار الاتحاد السوفيتي.
كان هناك سؤال يتعلق بما سيحدث للناتو، غورباتشوف وافق على فكرة توحيد ألمانيا وانضمامها إلى الناتو. كان تنازلا ملحوظا مع مقايضة تنص على عدم توسيع حلف شمال الأطلسي بوصة واحدة إلى الشرق. هذه هي العبارة التي تم استخدامها آنذاك.
– إذن تم تحريض روسيا؟
< حسنا، ماذا حدث؟ حلف شمال الأطلسي تحرك لغاية ألمانيا الشرقية، ثم جاء كلينتون وقام بتوسيع حلف شمال الأطلسي إلى غاية حدود روسيا.
الآن، الحكومة الأوكرانية الجديدة، بعد الإطاحة بالحكومة السابقة، صوتت بـ300 مقابل 8 أو شيء من هذا القبيل، للانضمام إلى الناتو.
– لكن لماذا يريدون الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي؟ هل لأن حكومة بترو بوروشينكو ترى أن هذا يعد حماية لبلادهم؟ .
< لا، لا، لا. هذه ليست حماية. لقد تم ضم شبه جزيرة القرم بعد الإطاحة بالحكومة، أليس كذلك؟ إنها ليست حماية لأوكرانيا، انه تهديد لأوكرانيا بحرب كبرى.
إنه تهديد استراتيجي خطير لروسيا بالنسبة لأي زعيم روسي. الآن، الأمر مفهوم بشكل جيد.
إن نظرنا إلى الوضع الحالي في أوروبا، هناك ظاهرة أخرى مثيرة للاهتمام، اليونان تتوجه نحو الشرق، على أية حال، هذا ما تتمناه حكومة سيريزا. كذلك حزب بوديموس، إنه يكتسب قوة في إسبانيا وفي المجر. هل هناك إمكانية أن تتغير أوربا لتصبح أكثر تلاؤماً مع المصالح الروسية؟ لنلقي نظرة على ما يحدث. وضع المجر مختلف تماما، سيريزا جاء إلى السلطة على أساس موجة شعبية تظهر بأن على اليونان لا تخضع لسياسات بروكسل والبنوك الألمانية التي تدمر البلاد. هذه السياسات أدت إلى زيادة ديون اليونان بالنسبة لإنتاج ثروتها، حوالي نصف الشباب عاطلون عن العمل، و 40٪ من اليونانيين يعيشون تحت خط الفقر.
– هل يجب إلغاء ديون اليونان؟
< أجل، كما حدث مع ألمانيا في العام 1953، أوروبا ألغت معظم ديون ألمانيا. فقط لتتمكن ألمانيا من إعادة بناء ما خربته الحرب.
– لكن ماذا عن الدول الأوروبية الأخرى؟
< القصة نفسها.
– إذن، هل يجب إلغاء ديون البرتغال وإسبانيا أيضاً ؟
< من تسبب بتكبيد هذا الدين؟ ومن هو مستحق هذه الديون؟ الحكام المستبدون هم سبب تكبيد جزء من هذه الديون. في اليونان كانت الدكتاتورية الفاشية التي دعمتها الولايات المتحدة . أعتقد أن الدين كان أكثر وحشية من الدكتاتورية، في القانون الدولي يطلقون عليه اسم «الدين الكريه»، دفعه ليس ضرورياً. الولايات المتحدة هي التي أدخلت هذا المبدأ في القانون الدولي، حين كان هذا في مصلحتها.
جزء كبير من بقية الديون، ما أطلق عليه اسم المدفوعات إلى اليونان هي في الواقع مدفوعات للبنوك ولألمانيا والبنوك الفرنسية، التي كانت قد قررت تقديم قروض تنطوي على مخاطر كبيرة، وبفائدة منخفضة، الآن إنها تواجه حقيقة عدم إمكانية تسديدها .
– كيف سيتم تغيير أوروبا مستقبلاً أمام هذه التحديات الوجودية ؟ هناك الأزمة الاقتصادية، وصعود القومية، وكنتم وصفتم أيضا بعض التصدعات الثقافية التي ظهرت في جميع أنحاء أوروبا. كيف ستتغير أوروبا؟
< أوروبا لديها مشاكل خطيرة. بعض المشاكل ناجمة عن السياسات الاقتصادية التي صممها البيروقراطيون في بروكسل والمفوضية الأوروبية وغيرها، بضغط من حلف شمال الأطلسي والبنوك الكبرى، وخاصة الألمانية منها. إنهم يريدون أن تسدد قروضهم واستثماراتهم الخطرة والخطيرة. بيد أن هذه السياسات تعمل على تآكل دولة الرفاه، التي لم يحبونها أبدا. بيد أن دولة الرفاه هي الشيء الذي ساهمت فيه أوربا مساهمة كبيرة في المجتمع الحديث، لكن الأغنياء والأقوياء لم يرضوا بها. هناك مشكلة أخرى في أوروبا هي العنصرية . شعوري الدائم كان أن أوروبا أكثر عنصرية من الولايات المتحدة. هذا لم يكن مرئياً في أوروبا لأن الشعوب الأوروبية، في السابق، كانت تميل إلى التجانس. إن كان الجميع أشقر وبعينيين زرقاوين، فإنكم لا تبدون عنصريين، لكن حالما يبدأ السكان بالتغيير، تظهر العنصرية بسرعة كبيرة. وهذه مشكلة ثقافية خطيرة في أوروبا.
– لأن الوقت محدد، سؤال أخير حول نقطة أكثر إيجابية: ما الذي يمنحك الأمل؟
< ما يمنحني الأمل هي بعض الأشياء التي تحدثنا عنها. مثلاً، استقلال أمريكا اللاتينية له أهمية تاريخية كما رأينا في مؤتمر قمة الأمريكتين في بنما. في الاجتماعات الأخيرة في نصف الكرة الغربي، الولايات المتحدة كانت معزولة تماما. إنه تغيير جذري بالنسبة للسنوات العشر أو العشرين الماضية حين أخطأت الولايات المتحدة في شؤون أمريكا اللاتينية. في الواقع، هذا هو السبب الذي جعل أوباما يلتفت إلى كوبا في محاولة للتغلب على عزلة أمريكا. فالولايات المتحدة هي التي عُزلت وليس كوبا، ربما إنها ستفشل، سنرى. علامات التفاؤل في أوروبا هي سيريزا وحزب بوديموس.
نأمل بانتفاضة شعبية ضد السحق والسياسات الاقتصادية والاجتماعية المدمرة التي تأتي من البيروقراطية والبنوك، هذا هو الأمل. أو يجب أن يكون.
إرسال تعليق