حوارمع المخرج المغربي مومن السميحي : حاوره عبده حقي
بمناسبة فعاليات مهرجان " كان cannes "
2015
تقديم :
يعتبرالمخرج السينمائي
المغربي مومن السميحي إبن مدينة طنجة من بين رجالات الفن السابع الطليعيين ليس في
المغرب فحسب وإنما في العالم العربي وأيضا من بين رواد السينما القلائل الذين
مزجوا في تجربتهم بين الممارسة والتنظيرأي بين النقد السينمائي العالم والرصين
وبين الإخراج الناجح والمتألق .
بدأ مومن السميحي مساره بفيلمه
القصير "سي موح بدون خط أو الزغبي" 1970وفي 1976 سيخرج مومن السميحي فيلمه
الأول الطويل "الشرقي أو الصمت العنيف" والذي يعتبربحق بيانه السينمائي الذي
لم يحد عنه في أفلامه اللاحقة: "أسطورة الليل" 1981، "قفطان الحب منقط
بالهوى" 1987، "مع ماتيس في طنجة" 1993، "وقائع مغربية"
1999، "العايل" 2005، "طفولة متمردة" 2008.
بمناسبة فعاليات مهرجان " كان cannes "
السينمائي
أجرينا معه هذا الحوار.
1 ـــ
بداية شكرا للمخرج مومن السميحي على تلبية دعوتنا بإجراء هذا الحوارالخاص ولنبدأ من حيث تجب أن تكون البداية ماهي الأسباب التي جعلتك تتجه إلى معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس سنة 1967 ؟
الرغبة التي لا تقاوم في المعرفة والدراسة بباريس .. "عصفور من الشرق" ؛ رغبة حققتها فرصة منحة حصلت عليها للدراسة
هنالك.
2 ـــ
ألم يكن الإختيارصعبا في تلك
المرحلة بالنظرإلى غياب تقاليد ووعي بثقافة سينمائية ودورها المجتمعي والسياسي في مغرب أواخرالستينات الذي كان يعاني من الفقروالأمية والهشاشة الثقافية ؟
صعب جدا و غير واعي ؛ نزوة الشباب ؛ و رغبة إقتفاء آثار توفيق الحكيم و طه حسين كانت أقوى من أي تخمين.
3 ـــ
أنتم من مؤسسي ورواد الفن السينمائي في المغرب إلى جانب عبدالله المصباحي وسهيل بنبركة ومصطفى الدرقاوي وأحمد البوعناني .. إلخ كيف تنظرإلى تراكم الإنتاج السينمائي المغربي بالمقارنة مع دول الجواروالعالم العربي ؟
قلت و أكرر أنه ليس هنالك إلا نبوغا مغربيا في السينما العربية. ولا أرى في السينما العربية إلا شادي عبد السلام الذي وصل إلى مرتبة العالمية أي في مستوى تاريخ السينما العالمي .
4 ـــ
لاشك أن السينما فن لكنها أيضا صناعة بالأساس تتطلب رساميل ضخمة غيرأن المخرج مومن السميحي قد عودنا دائما على إنجازأفلام متألقة وناجحة بميزانيات متواضعة ، مالسرفي ذلك ؟
البحث عن الكتابة السينمائية و التموضع في تاريخ السينما بغض النظر عن المتفرج المفترض والأسطوري .
5 ـــ
تشتغلون مومن السميحي برؤية المشروع الروائي السينمائي الطويل النفس خلافا لباقي المخرجين المغاربة حيث تتمحورغالبا أفلامك في فضاء مدينة طنجة وشخصنتها والإحتفاء بموروثها السوسيوثقافي لماذا طنجة بالتحديد ؟
طنجة مسقط الرأس ذو بعد تاريخي عربي (مدينة إبن تاشفين و أبو بكر إبن طفيل و عبد الله كنون و محمد شكري وعبد القادر السميحي و عبد الإلاه كنون) وفضاء أسطوري عالمي بفنانيها (دلاكروا و ماتيس) وكتابها (مارك توين وبيير لوتي و بول موران و بول بولس وكم آخرين) إنني وليد هذه البيئة تجرئت الطموح إلى الإضافة سينمائيا وأرجو عفو من يذم الطموح.
6 ـــ
تم عرض فيلمك المتميز(الطنجاوي) مرتين خارج المسابقة في المهرجان الدولي 12 بمراكش كيف كانت أصداء (الطنجاوي ) ؟
أفلامي تكون و تجمع مشاهديها و متذوقيها مع مر الأيام و ليس فوريا فمهرجان مراكش أصبح من التظاهرات العالمية الكبيرة وإذا منطلقا هائلا للأفلام.
7 ـــ
من دون شك أن السينما المغربية قد عرفت طفرة نوعية وكمية في السنوات الأخيرة بفضل الدعم والمهنية والكفاءات العالية ، هل هذا مؤشرعلى مستقبل واعد كثيرا ؟
هذا تحقق بفضل نور الدين الصايل مديرالمركز ، وبعد تراكم الكم يجب الآن العمل أكثر علي النوعية والقيمة الفنية المتميزة
8 ـــ
تعيش جل الدول العربية ما يسمى بالربيع العربي ألا تفكرون في توثيق هذا الحراك في عمل سينمائي ؟
أجل وثقته من أول أعمالي عند وصفي لمآسي الهجرة في شريط "السي موح" إلى آخرها(2015) مفرزا فكر طه حسين الثوري في فيلمي الأخير "مع طه حسين"مرورا بمجهودي الدائب في مقاربة و محاولات تحليل مآسينا مع الإستعمار والمجتمع الإقطاعي والآلام النفسية في كل الأفلام الأخرى و المعري وإبن خلدون وطه حسين و محمود درويش و الكنفاني و محفوظ و…و… ألم يوثق المثقف العربي هذا الحراك من ألأزل ؟
9 ـــ
القرصنة هذه الآفة العالمية التي أضرت بالكثيرمن المؤسسات الفنية السينمائية والغنائية بالخصوص والتي أسهمت فيها الرقمية والتكنولوجيات الحديثة ماهورأيك فيما يحصل الآن من إنتهاكات لحقوق النشروالملكية الفكرية ومالسبيل إلى الحد منها ؟
لابد من حل لإنتهاك الحقوق المشروعة إلا أنني سعيد جدا بملاحظة ما يحصل من تداول الأفلام الجيدة وكون الكبار من المخرجين رونوار و رسيلليني وبركمان وهتشكوك وستياجيت راي و... عشرات الآخرين أصبحوا في متناول الجميع بفضل الثورة الرقمية
10 ـــ
ماهي مشاريعك المستقبلية على مستوى الدراسات السينمائية والإخراج أيضا ؟
سلسة "الصورة" ستصدر الكتاب الثاني من ترجمة "عبقريات سينمائية" و أحضر حاليا لإخراج فيلم عن التراث العربي القديم
11 ـــ
كلمة أخيرة للممثلين المغاربة ؟
ولكل السينمائيين أيضا وكل العرب : إياكم و الشوهة
! لا يمكن الوصول إلى الجودة و القيم
الرفيعة إلا بمشاهدة و دراسة
تاريخ السينما وعطاءات
مخرجيه الكبار من شتى
أنحاء المعمورة
شكرا جزيلا نتمنى أن نكون قد وفقنا في إنتقاء الأسئلة .
إرسال تعليق