بداية ما هي حكاية وفاء زعفان مع الموسيقى والفن ؟
ولدت وفاء زعفان بتاريخ 30يونيو 1985 بأسفي من عائلة مصرية أصيلة، تألقت بأسلوب غنائي راقٍ
يمزج بين أوتاره الألحان العربية بموسيقى الملحون المعاصرة، تبعث أملا جديدا بمستقبل زاهر للطابع
الأصيل، من خلال غنائها نلمح هويتها وإيمانها بحدود بلدها ترعرعت في وسط فني ، مارست
فن السماع و المديح على يد الحاج محمد باجدوب وتعلمت أصول ومبادئ الملحون على يد
الأستاذ عبد النعيم المحترم . هذا الأخير الذي كان له الفضل في بزوغ اسم وفاء على الساحة العبدية والوطنية كما تلقت
الدعم و التوجيه من طرف مجموعة من الأساتذة و الباحثين في هذا المجال نخص بالذكر
الشاعر و الأستاذ الباحث مولاي الحسن البويحياوي ، الأستاذ حسن السليماني شاعر
الملحون باللغة الفرنسية، المنشد المتميز الأستاذ محمد العبدلاوي، الأستاذ خالد
ولد الرامي رئيس الفيدرالية المغربية للفنون الموسيقية و الأستاذ مولاي حافظ عازف
العود بامتياز.
في حوارلها مع”الجريدة”
فتحت فيه قلبها متحدثة
عن بداياتها وأحلامها الفنية
نبذة موجزة عن بداياتك الفنية ؟
شاركت وفاء في تأسيس فرق فنية تهتم بالملحون بالمدينة وتميزت
على الصعيد الوطني. كما عرفت بضبط الإيقاع والتميز في الأداء، حيث شاركت في عدة
تظاهرات محلية ووطنية ودولية نذكر منها: مهرجان فن الملحون والكريحة تارودانت ومدينة مراكش و مكناس، كما أحيت عدة
سهرات ومثلت مدينة أسفي في عدة ملتقيات فنية محلية وطنية ودولية
الجريدة:
كونك ابنة حاضرة المحيط للملكة المغربية، ألا ترين أن المدينة تعيش حالة
تهميش ثقافي كبير لا يتناسب مع مورثها الثقافي و الإنساني؟
مدينة أسفي تعتبر من أهم المعالم التاريخية فهي مدينة التراث العالمي الإنساني
و مهد الثقافة المغربية ونبع الملحون, كما أن موقعها في وسط الشريط الاطلنتي بالمغرب أدى إلى مرور مجموعة من الشخصيات الفنية
والثقافية بهذه المدينة الذين تركوا بصمات فنية بها واستفادوا من فنونها التراثية
والإبداعية في جميع المجالات , و اسفي هي من المدن التي حباها الله بجمال طبيعي
خلاب وساحر، مما أعطى لأبنائها الحس
الشاعري , والنفس الغنائي الذي برز من خلال عدة رموز غنائية في شتى الأنماط
الموسيقية ضف إلى ذلك أن مدرسة الملحون في شخص مجموعة من الشعراء وشيوخ الملحون الفطاحل التي تميزت بالفصاحة و النطق السليم
وعلى رأسهم الشاعرالمتميز في حضيرة
الملحون الحاج مولاي اسماعيل السلسولي
رحمة الله عليه , و الفنان الكبير الأستاذ محترم عبد النعيم أطال الله عمره و الاستاذ
الاجليل الدكتور منير البصكري ابن مدينة اسفي الباحث هذا التراث.
لقد حان
الوقت لجمع شتات هذه الأنماط التراثية في المغرب, وخروج البحوث الجامعية التي تقدر
بالآلاف ولا يعرف عنها حتى المهتمون شيئا وهي سكينة رفوف الجامعات و توثيق
النصوص التراثية على شكل دواوين وإخراجها من الخزائن وجعل التراث مادة قارة تدرس
من خلال المقررات التعليمية...البحث عن طرق لتسويق هذا المنتوج بشكل عقلاني وبطرق حديثة, لأن التراث لم يستفد بعد من التطورات التقنية
الحديثة في هذا المجال , ومهما قلت فأسفي تبقى أكبر من وصفي وأتمنى أن تعمل كل الجهات صاحبة
القرار في الشأن الثقافي والفني في الاشتغال على استرجاع مجموعة من مهرجانات
المدينة وأن تعطيها البعد الدولي و كذا رد الاعتبار لرموز المدينة الثقافية و
الفنية.
الجريدة
:
سيدتي الكريمة، أنت أحدى تلميذات الحاج مولاي اسماعيل السلسولي رحمه الله رائد الملحون
بالمغرب، هل لك أن تتحدثي لنا قليلا عن هذا الهرم الفني؟
المرحوم فنان
بكل المقاييس بل مدرسة في النبل والأخلاق الرائعة وحب الوطن والعطاء بسخاء في
الميدان الفني, الحاج مؤسسة خاصة بفن الملحون أعطتنا خلفا كبيرا بل تلاميذه موجدون
كعشاقه في جميع أنحاء العالم. وهم الآن خير سفراء لفن الملحون وهنا لابد أن أشير
أن هناك تلاميذ لم يلتقوا بالمرحوم وهم كثر وفي جميع المدن المغربية وقد كانوا
مخلصين له ويحفظون هذا الفن الراقي عن تسجيلاته ويتابعون خطواته الفنية عبر وسائل
الإعلام, وانا شخصيا قد كان لي كبير الشرف أن تتلمذت بجانب أستاذي وصاحب الفضل علي
الفنان الكبيرعبد النعيم المحترم ,
مشاريعك الفنية ؟
مشاريعي الفنية هي التعريف بتراث الملحون أكثر و الرقي به في المحافل الوطنية والدولية، و
كذا تشجيع الشباب على النهوض بهذا الفن الراقي ومواكبته للحفاظ على هويتنا
التراثية.
كيف ترين واقع الفنان المغربي
حاليا ؟
الفنان المغربي حاليا أراه في وضعية صعبة
لأنه رهين الموهبة التي يملك، فان فقدها لسبب ما يكون قد فقد مصدر عيشه، فنتمنى ان
تتحسن الظروف الفنية حتى تتبدد العراقيل و تزيد نسبة العطاء.
ماهي أهم المشاكل التي تشغل بال
الفنان المغربي ؟
المشكل الذي يشغل بال الفنان هو ماذا سيفعل
عندما يعجز عن العطاء والتواصل مع الجمهور، حيث يبقى مهمشا بعدما كان فنانا ونجما.
الجريدة:
ما تعليقكم حول غياب الملحون عن الساحة الفنية بالمغرب بعد فترته الذهبية؟
عرف الملحون في الوقت الحالى تراجعا كبيرا, فبعد أن كان فنا أكثر شعبية
وانتشارا في المغرب و خاصة في المدن العتيقة كاسفي، فاس، مكناس ،مراكش، تارودانت،الرباط،
سلا وغيرها..., وكان لرجالاته مكانة هامة واحتراما كبيرا من طرف الناس, و كان من
بين المولعين به العلماء والفقهاء ورجالات الدولة إلى غير ذلك. اما اليوم فقد أصبح
متداولا فقط بين نخبة قليلة من المثقفين الجامعيين والفنانين وخاصة منهم رواد
المسرح. فيما نجد أن قلة قليلة من أفراد تلك الفئة الاجتماعية التي كانت بالأمس
القريب تمثل أهم الشرائح المولعة به و المتكونة بالأساس من الحرفيين, الذين كانوا
يجدون فيه خير معبر عن حالهم وخير مؤنس لهم وأكثر الفنون ارتباطا بهم, لم يعد من
بينهم إلا فئة قليلة تهتم به في الوقت الذي انتشرت ألوان غنائية أخرى, وعلى العموم
فإن فن الملحون هو فن حي يؤثر في باقي الفنون الأخرى
الغنائية وغيرها ويتأثر بها بشكل أو بآخر.
مارأيك في ظاهرة المهرجانات ؟
بالنسبة للمهرجانات تعتبر صلة وصل بين الفنان
والجمهورـ ومحطة للتعريف بالفن والتراث..
كلمة أخيرة؟
في الختام أشكركم على هذه الالتفاتة الطيبة.
إرسال تعليق