للثقافة أخبار

شعرـ قصص

إعلانات - إعلانات

جديد دورالنشر

الخميس، 14 مايو 2015

اقتلوا هذا الكاتب المجوسي المتشيع أيها السادة: الجزائر فعلا في خطر إسماعيل القاسمي الحسني

أخشى من القول بعد متابعة ” شبكة التواصل الاجتماعي” (الفايسبوك) أن أغلب صفحاته باللغة العربية مع التحفظ على من يقف خلفها أكان من بني جلدتنا أم من أعدائنا، هي معاول هدم وأسلحة مدمرة للأخلاق والقيم والنسيج الاجتماعي، ووسيلة فتاكة تنخر عظام هذه الأمة، ولعل أغلبها الآن فعلا يستعمل المادة “الطائفية” و”العنصرية” للمذهب أوغيره، لإشعال نيران الفتن في كل شبر تصله؛ قليلا ما نقف على صفحة محترمة تقدم مادة نافعة فعلا، ولعل ما اطلعت عليه على مستوى القرية التي انتمي لها، أو المدينة التي أقطن بها، يجعلني بصراحة أتخوف كثيرا من القادم على الشعب الجزائري، ذلك أن آفة التحريض الطائفي التي لم نعهدها في منطقتنا بل لم يكن له وجود في كل الجزائر، بات يجاهر بها أناس بأسمائهم وصورهم الشخصية، ما يعني أن القناعة لديهم باتت عقيدة تستدعي المكاشفة والعلن، وإنه لعمري أمر جلل وخطير. والمصيبة أنهم يتهمون غيرهم بهتانا وإفكا، ولا ريب أن نتيجة ذلك هدر دماء المستهدفين متى أشعلت نيران الفتن في الجزائر، على أنهم شيعة وروافض وغيرها من المفردات التي تسري في هذه الصفحات سريان النار في هشيم الجهل المطبق على عقول العامة.

يعود استغلال هذا الموقع الاجتماعي (الفيسبوك) في الجزائر قبيل اندلاع ما يسمى “الربيع العربي”، وتم تمديد شبكة النت على ربوع الوطن 2008/2009، والى غاية 2013 أي خمس سنوات، لم تكن لتجد صفحة جزائرية تركز على الجانب الطائفي، بل يمكنني القول أن مفردات من قبيل: الشيعة-المجوس-الفرس-الروافض وما يستتبعها من السباب واللعن والقذف، لم يكن لها على الإطلاق أثر أووجود؛ لكن بعد الأحداث في سورية، بدأت تتسرب صفحات قليلة تحمل هذا السمّ القاتل، الى عالم العامة وسواد الناس، وما بلغنا عامنا هذا 2015 حتى انتشرت بشكل خطير يسترعي انتباه أي عاقل،  تحمل منشورات أصحابها تجييشا مفزعا، وتأليبا مخيفا، وتحريضا يصل أحيانا للتشجيع على القتل.

لا يمكنني أن استدل هنا بالنصوص حرفيا، تجنبا للمساهمة ولوبشكل غير مباشر في نشر هذا الفيروس الفتّاك من جهة، ومن أخرى لكون ما تحمل تلكم النصوص من ألفاظ يترفع الكاتب عن ذكرها، وحرصا على مكانة هذه الصحيفة، التي من بين أسسها نبذ كل ما من شأنه زرع الفتن تحت تلكم الشعارات المفلسة من جنس العنصرية والطائفية والمذهبية. غير أنني أشير لمثلين أعتقد أنهما عينتان تعكسان جدية الخطر الذي أريد لفت الانتباه له.

في المدينة التي اقيم بها، صفحة تدّعي صاحبتها أنها من بنات المدينة، اختارت اسما مستعارا طبعا،       وطبعا كذلك صورة لامرأة لافتة الجمال ترتدي الحجاب، ما جعل أغلب “أشباه الرجال” يتداعون إليها، لتجمع عددا مهما من المتابعين، وشخصيا أعرف بعضا منهم؛ تركز على نصوص مجتزأة من سياقها سواء من كتاب الفتاوى لابن تيمية، وأحيانا تتجزئ جملة واحدة، وتبني عليها رايا يدس في دسمه سما زعافا، ثم تدرجت للطعن في الصحيحين. أين المشكلة قد يسأل القارئ؟ المشكلة أن صاحبة الصفحة ليست فقط مجهولة، بل بعد تتبع لعنوانها عرفنا أن المعلومات الشخصية لصاحبتها كلها مزورة، فضلا عن الصورة والاسم فكذلكم مقر الإقامة والمستوى التعليمي، وهنا يطرح السؤال: ما الهدف لصاحب الصفحة -وهوأجنبي-، لإثارة مواضيع مسمومة تحت شعار الدفاع عن أهل البيت متهجما بأسلوب خبيث ووضيع على رجال أهل السنة، في مدينة تقع بعنق الجزائر؟ والخطر أن العشرات من متابعي هذه الصفحة وقعوا فعلا في فخ الفتنة، لتقرأ في تعليقاتهم ما يؤشر لخطر حقيقي.

المثل الثاني والذي لا يقل خطرا، صفحة لشخص معروف في القرية التي انتمي لها، ينشر صورة الكاتب الشخصية، مرفقة بنص يحرض على تصفيته لكونه شيعيا وصفويا وما الى ذلك؛ المسألة لا تتعلق هنا بالكاتب وإنما بالظاهرة السلوكية الخطيرة، فكما أشرت في مقدمة المقال، وخلاف المثل الأول، هنا صاحب الصفحة معروف وعلى صفحته باسمه وصورته، يتجرأ عبر حواره مع المعلقين على منشوره، على الدعوة لتصفية الكاتب، ومن بين المعلقين المتوزعين عبر أربع وخمس محافظات، من رأى ضرورة التخلص من هذا الكاتب الذي كيلت له كل أنواع السباب. وقد يسأل القارئ: واين الخطر هنا؟ الخطر في اعتقادي يكمن في أن هذا الرجل كانت له عداوة مع الأسرة القاسمية، ومع أنه مفتش في قطاع التعليم وله بضعة كتب، لم تورع في توظيف الدجل والبهتان، للانتقام من هذه الأسرة عبر استهداف أحد أبنائها بحجة أنه “شيعي”، ويجد من يشجع هذا الجنون والإجرام. ففضلا عن كون التشيع لدى العقلاء ليس جريمة والمذهب الشيعي ليس تهمة ولا مبررا للقتل، ومرجعتنا هنا الأزهر الشريف وكبار علماء الأمة، فالواقع أن الكاتب لم يكن يوما شيعيا ولن يكون بالمفهوم الطائفي المقيت، وأما بمفهوم الإمام الشافعي فالكاتب شافعي حتى النخاع.

أخيرا، لا شك لدي بان الجزائر مستهدفة، والعدوقد مهّد عبر هذا الفايسبوك شريحة واسعة من  الجزائريين، باتت على استعداد للاشتعال متى دقت ساعة الصفر، وقد ظهرت عينة في منظر مخيف يوم المسيرة التي رفعت شعار “كلنا محمد” (الشعار الخاطئ شرعا نصا وواقعا)، وأرعبت سكان العاصمة جحافل من الكائنات البشرية تحمل ذات مظاهر تلكم التي تنتمي لداعش؛ والفتن موجودة والخلافات بين الجزائريين ككل المجتمعات البشرية، لكن ستوظّف “الطائفية” وإن بهتانا وزورا لتصفية من يخالف الرأي والطرح؛ والحال أن فضاء الجزائر اليوم، بات يعج بمئات الصفحات من هذا القبيل، التي تعمل منذ ثلاث سنوات بشكل تصاعدي متسارع على شحن الشارع، ومئات آلاف العوام يتابعونها بتلهف       وشبق للدم لدى الخلايا النائمة، التي عرف سلوكها ذات عشرية ما بعهدها من قدم. أيها السادة: إن الجزائر فعلا في خطر…………… والله المستعان على قادم الأيام.

فلاح جزائري

إرسال تعليق

 
لا يتحمل الموقع تحت أي ظرف مسؤولية المساهمات التي تتضمن خرقا لحقوق الملكية الأدبية أو حقوق النشر، و يحق لكل متضرر رفع الضرر عن طريق مراسلة مدير الموقع
copyright © 2013 الزمن المغربي
مجلة الزمان المغربي مستقلة تجدد كل يوم