للثقافة أخبار

شعرـ قصص

إعلانات - إعلانات

جديد دورالنشر

الاثنين، 30 مارس 2015

أتحدى من يثبت العكس! :حفيظ دراجي

أتحدى من يثبت العكس! :حفيظ دراجي
أتحدى كل من يعتقد أن الجزائريين سعداء في يومياتهم ويستمتعون بحياتهم كبقية خلق الله على الرغم من القدرات البشرية والمادية والطبيعية التي يزخر بها البلد، وعلى الرغم من توفر كل الإمكانات التي تسمح لهم بالعيش الكريم، وأتحدى كل من يثبت أن السلطة تسعى إلى إسعادهم والرفع من معنوياتهم وتوفير كل وسائل الراحة والأمان والاستقرار النفسي والأسري الذي يفضي إلى تحقيق التوازن السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
السلطة لم تستطع توفير أسباب الاطمئنان لأبنائها، ولم تقدر على توفير الاستقرار لها؛ لأنأصحابها يتألمون بدورهم كل يوم من خيباتهم المتكررة في تسيير شؤون البلد، ومن تأنيبالضمير وافتقادهم للشرعية وثقة الشعب فيهم، حتى إن الرئيس الذي يحسده على موقعهكثيرون؛ يتألم بدوره بسبب عدم قدرته على القيام بواجباته، ويتألم لما آلت إليه أوضاعنا مثلمايتألم الموالون من الأحزاب والشخصيات التي صارت تدرك بدورها أنها فشلت ولم يعد مرغوبًافيها.
المعارضة من جهتها تتألم من تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تسوء من يوم إلى آخر،وتتألم من ممارسات السلطة تجاهها ومن عدم قدرتها على إحداث التغيير، وتتحسر علىالتضييق الممارس ضدها والتخوين الذي يطالها من طرف "المطبلين" وأصحاب المصالح.
الوزراء والمديرون والموظفون السامون يعانون الإحباط بدورهم؛ لأن لا سلطة لهم علىقطاعاتهم التي تتراجع كل يوم، ولا يقدرون على اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة؛ لأن شؤونالوطن صارت كلها بين يدي رجل واحد محاط بمجموعة من الانتهازيين والمنتفعين.
الشباب الجزائري تعيس من جهته بعدما فقد الأمل في التغيير، ويفتقد أدنى الضرورياتووسائل التسلية والترفيه والعيش الكريم، على الرغم من استفادة كثيرين من مساكنومشاريع استثمارية وتسهيلات لإسكاته، بينما الشابات أكثر تعاسة بعدما بلغ عددهن أكثر منعشرة ملايين عازبة في سن الزواج، والآلاف من المطلقات اللواتي سيزداد عددهن بعد صدورقانون العقوبات الجديد الذي سيؤدي إلى انحلال أخلاقي وأسري لا مثيل له في مجتمع صاريفتقد كل التوازنات والمعايير العالمية
تعاسة المثقفين ونخبة المجتمع أكبر من كل فئات المجتمع الأخرى، وتجدهم يتألمون بدورهممن التهميش والاحتقار وتقزيم دورهم لصالح أصحاب النفوذ والمال الذين تحالفوا مع السلطةالقائمة واتباعها وبعض وسائل الإعلام، وراحوا يعتمدون على معايير جديدة ترتكز على المالوالجهوية والولاء، وتوزيع الريع لإسكات الناس وشراء السلم الاجتماعي.
الجمهور الرياضي لم يتخلص من الألم والتعاسة بسبب غياب المتعة في كرة القدم، وسيتألمأكثر لو أصابت عدوى الرداءة منتخب الكرة وتراجعت نتائجه وأداؤه مثلما تراجعت مختلفالرياضات، وتدهورت المرافق الرياضية والثقافية والتعليمية، ويتألم من اتهامه بالخيانةوالعمالة للخارج إذا احتج ضد استغلال الغاز الصخري، وتظاهر من أجل تحسين ظروفه المهنيةوالاجتماعية!
الجزائريون افتقدوا نكهة الحياة وصاروا يتألمون كلهم وفي كل المجالات، لأن المنظومة فاشلةوالرداءة متفشية على حساب الجدارة والكفاءة والاستحقاق، وصار كل شيء في الجزائر يقتلالناس همًّا وغمًّا أو بسبب حوادث الطرقات والهزات الأرضية وتساقط الأمطار أو ارتفاع درجةالحرارة أو حتى أخطاء طبية وأمراض بسيطة.من يقول عكس هذا أتحداه لو يثبت لي أنه سعيد وراض، أو مقتنع بالمنظومة الحالية القائمةعلى النهب والفساد وإقصاء الآخر، والمغامرة بمستقبل الوطن والشعب.

إرسال تعليق

 
لا يتحمل الموقع تحت أي ظرف مسؤولية المساهمات التي تتضمن خرقا لحقوق الملكية الأدبية أو حقوق النشر، و يحق لكل متضرر رفع الضرر عن طريق مراسلة مدير الموقع
copyright © 2013 الزمن المغربي
مجلة الزمان المغربي مستقلة تجدد كل يوم