حتى لا أزعج الحاضرين
وحتى لا يصيب الضجر والكلل السامعين
اتلعثم بكلام غير مفهوم
كانني أسبح في بحر من الظلمات
غريق لم تنقذني الآهات
ولا بقايا التفعيلات
يحل بي مغص حلقي
فتزدحم وتتلاطم الكلمات
متحاشيا حشرجة الميكرفونات
أمشي بمحاذاة قصائدي الغاضبة
هاربا من الاضاليل والخرافات
وأتسائل كيف صرت شاعرا
وانا لم أحمل خشبة على ظهري
ولا صخرة على أكتافي
ولم أقرأ يوما قصيدة واحدة
ولا سطرا واحدا
أمام جمهور المهرجانات
فمنذ أن ولدتني أمي
وانا أنقب عن الايقاعات الحزينة
المخبئة في ربابة عاشق مجهول
ولا أزال أنبش في تهاويم المرايا
أنا الذي تحوم في رأسي
كوابيس ألاشباح الضاحكة
هذه اللعبة أصبحت لا تهويني
ولا تعنيني
ولا يهمني بتاتا
أن أقف أمام أي حضور
لالقي بتفاهاتي
ولن أتلو صحائف صلواتي
ولم اكتب على لوح الخطايا وصيتي
ولم أقدم الذبائح والقرابين
ولم احضر اللقاءات
أو الاجتماعات
أو الندوات
أوالأ مسيات
أو الحوارات المثيرة للفزع
ولا أميل الى حفلات التوقيع
وجوائز التمييع والترفيع والتشجيع
أنا شاعر لذاتي
شاعر لوحدتي
شاعر لعزلتي
هذياني هو جنوني
فمن أراد التعرف علي
ما عليه الا ان يقرأ كتاباتي
ويغوص في وحل خربشاتي
وينهل من وعاء هذياني
لا أتقن النفاق
ولا أخدع الرفاق
ولن أخوض معارك القيل والقال
ان بعض الشعر يموت حين يقال
أمقت الأضواء
وصناعة الاشياء
وفتنة الاهواء
ومهرجانات التهريج والهراء
واغرد دوما خارج سرب الشعراء
ألزم الصمت وأترك كلماتي تعرفكم على نفسي
فصاحوا في وجهي وقالوا:
"ان لم تكن معنا فأنت اذن ضدنا"
قلت لهم: ومن قال اني مع الغاوين
أنا لا أعير النجومية اهتماما
ولا الشهرة مقاما
ولا أرغب أن اكون شاعرا
في ديوان الامراء
ولا رفيقا للشعراء المخمورين
كسرت قلمي وحطمت محبرتي ومزقت اوراقي
فلست غريبا عن أحد
ولا بعيدا عن احد
ولا أحب الآفلين
اللهم أصرف عني كيد المتشاعرين
السجن أفضل لي من الوقوف على منصات المرتزقين
بن يونس ماجن
كاتب مغربي
لندن
إرسال تعليق