مدينة نورنبيرغ.. لها نكهة خاصة في احتضان الثقافات الانسانية والابداعات والفنون العالمية من خلال متاحفها وملتقياتها الثقافية ولكونها مزيج من التاريخ القديم والحديث والثقافات والانفتاح على الثقافات العالمية وفي هذه المدينة حيث الجالية الكوردية لها نشاطات كثيفة من خلال تقديمها للامسيات الثقافية والفنية.الروائي والقاص الكوردي حسن ابراهيم يعيش في هذه المدينة التاريخية قرابة عقدين من الزمن وفي هذا الحديث يتحدث عن الغربة والادب والاغتراب ولم ينسى بان يرسل عتاباته الى بلاده كوردستان من كثرة عشقه لها ومؤسساتها الثقافية وكان هذا الحديث:
ـــ كل اديب وفنان يشيد وطناً بديلاً في الغربة فهل قدرت ان تشيد وطناً من اوجاعك وآهاتك وحنينك للوطن الام؟
ــ ربما نتوهم احیاناً باننا نستطیع ان نشید وطناً او لنا وطن بدیل ولو في الفكر والمخيلة، ل?ن حين نستيقظ نری بانه كان الحلم .. الاوطان لا تبنی بالاهات والحنین والمكابدات،الاوطان تبنی بسواعد و ضمائر حية و تضحیات من دون حدود...فأرجو المعذرة فأنا لا اعترف بوطن بديل!!
ـــ كيف ترى واقع الرواية في كوردستان بصورة عامة وفي بهدينان بصورة خاصة؟
نحن نعیش فی دوامة، فی جمیع المجالات، ربما ت?ون الصورە نوعاً ما قاتمة، ل?ننا ماضون فی الاتجاه الصحیح، و السبب ليس لنا الحق بان نقیم اعمالنا وان قلت بان لنا فی ?وردستان روائيون عالمیون، فستجاوبني این هم؟ سأرد عليك ترجم اعمالهم الى العالمیة سوف تری بأن لنا روائیین عالمیین.. نحن فی بهدینان بدأنا متأخرین ل?ننا لم نظل فی المؤخرة .
ــ هل استفاد الاديب الكوردي المغترب من الاداب العالمية في طرح قضيته ضمن اطار عالمي؟
ا?ید، ليس فقط فی مسالة طرح قضیته، بل تعدت الى الاستفادة من الاسلوب و التقنیة و الحداثة .
ــ عملك( خديجة البرلينية) مالذي تحاول ان تطرحة في هذا العمل!!أهو الوصف ام مأساة الكورد في المانيا؟
روایتي ( خدیجة البرلینیە) نعم انها ماساة و جزء من الحقیقة، عائلة ?وردیة تعیش فی واقع وزمن واجواء غير ملائمة لبيئتها الحقيقية للعیش. و?انت ?ل همها ان يسقط المطر ویهطل الثلج ل?ي تثمر الاشجار و یزهو الربیع.
من جوف الوادی عمیقا الی اضواء برلین، فتصور اننا نزرع شجرة بلوط في صحراء قاحلة!! حتی اذا ما (نبتت) سوف تنبت نبتة اخری غیر البلوط.!
ــ ما سبب عتاباتك في الصحافة الكوردية على الملتقيات الثقافية في الرواية ،في كوردستان بانهم لم يتناولوا اعمالك الروائية!!ربما اعمالك غير جديرة من ناحية المستوى لتطرح في الملتقيات؟؟ وألا ترى بان الاديب الحقيقي اكبر من العتابات؟
هنا اعتب علی المقيمين على هذه الملتقيات والمهرجانات، فعندما يعقد ملتقی حول الروایة والحدیث عن الروایة و لم یذ?روني ويذكروا رواياتي التي تبلغ 10 روايات بالاضافة الى مجاميع القصص القصيرة فماذا اقول؟
وان فرضنا ?ما تفضلت بان اعمالي غیر جدیرة من ناحیة المستوی، فلماذا تحسب ضمن الروایات ال?وردیة؟؟
صدرت عندنا فی منطقة بهدینان(دهوك) 53 روایة او ربما ا?ثر بقلیل، ومن هذا العدد لي وحدي 10 روايات. اذن علیهم ان لا یضیفوا اعمالي الی المجموع!!
ــ انت نهلت من ينابيع كوردستان وتسلحت بالثقافة الالمانية فما هو مركز الثقل الانساني ونقطة التقائه في اعمالك؟
انا اعیش في حالة الحرب دفاعاً عن الانسانیة ،اجل انا من ?وردستان بلد ال?وارث والحروب والتضحیات واعیش فی بلد الرفاه و العلم و المعرفة و الانسانیة. اعيش ثقافتان في وقت واحد واصعب شئ ان يعيش الانسان في هكذا موقف، ارجو ان ا?ون قد وفقت فی الاعمال التی حاولت ان اجمع فيها الثقافتین فی عمل واحد.
ـــ ألا ترى بان القارئ الكوردي لا يحبذ الاعمال التي تطرق عوالما اخرى او بالاحرى حين يكتسي النص عالما اخر مثل قصتك القصيرة(العاهرة)؟؟
لا.. بالع?س، ه?ذا اعمال لها قرائها بكثرة، لربما قلە قلیلە لهم آراء مختلفة، ل?ن الاغلبیة مع هذا النوع والاسلوب من الادب. وليس هناك في آفاق الادب الانساني ما يسمى بالخطوط الحمراء.
ــ كيف ترى الروائي الناجح وهل لنا رواية وروائيون نفتخر بهم في المحافل؟ أم هم فقط للمهرجانات؟
?ما قلت لیس لنا الحق بان نثمن ای شی،للاسف القرار لیس بایدینا.القرار لاصحاب اللغات الحیة، فهم من یقررون و هم من یثمنون. نعم لنا روائیون ناجحون ل?نهم لیسوا فی حلبة الصراع. ا?ید وافتخر بان لنا روائيون واعمالهم تشهد لهم!!
ـــ هل تحتضن وزارة الثقافة في العراق وكوردستان والمؤسسات الثقافية في الاقليم ادباء المهجر؟
لیست هناك مؤسسة ?وردستانیة تهتم بالمهجرین . والادباء لیس افضل حالاً منهم. ربما هناك البعض من باب الصداقة و المحسوبیة او تبادل المنفعة یدعون بعضهم البعض . ل?ن ?مؤسسة او وزارة ليس لها وجود .
ــ ماهي المراحل والاجواء التي تمر بها روايتك وتبصر النور؟
احاول ان اعیش ?ل تفاصیل اعمالي، ا?تب واعید ?تابة العمل ا?ثر من مرة ?من یطبخ علی نار هادئة،عندها اتا?د بان العمل اصبح جاهزاً وقتها ی?ون لاصدقائي رايهم وتقييمهم في الاعتبار ایضآ.
ــ بصراحة لمن تكتب الرواية وهل لنا قارئ يعشق الادب؟
هذا السؤال عمرە ا?ثر من عقود من الزمن، اما الآن فلنا قراء و ینتظرون علی احر من الجمر. ا?تب ل?ل من یقرا اللغة ال?وردیة، ا?ید هناك عشاق ومهتمون وخاصة طلاب الجامعات والباحثين في مجالات البحث الادبي والمقارن.
ــ ماهور دور النقد وارتباطه بالرواية وهل اعطاك النقاد حقك؟
للنقد دور رئیسي ومهم فی تطور الادیب، النقد یضع الادیب فی مساره الصحیح، لربما انا ا?ثر حظاً من غیری فی هذا المجال، صحیح لم انل حقي من النقد لكن هناك محاولات لاباس بها.
ــ سبق ان ترجمت قصصك الى العربية من قبل المترجم الرائع سامي الحاج فهل هذا يكفي في حق روائي له 10 روايات؟
ا?ید لا.... حتی فی مجال القصة لم احضی بالمستوی المطلوب، صحیح هناك ا?ثر من شخص ومنهم ?ما تفضلت الرائع سامي الحاج ترجموا قصصي الى العربیة ول?ن روایاتي ظلت في الظلام الدامس.
ــ ما هو دور الصراع مع الذات والعادات والتقاليد في اعمالك؟
هذە المواضیع تاخذ حصة الاسد فی اعمالي، احاول ان اعري زیف العادات والتقالید، فيولد الصراع مع الذات و المجتمع و احیاناً مع نفسي، ول?ني سانتصر. !!
ـ هل تمكنت من ان تسافر ببلادك الى عوالم اللغات والاقوام والبلدان الاخرى؟
هذە نقطە ضعفي الوحیدة. فلست ذلك الجندي الوفي في هذە المعر?ة، فانا لا اكتب لغة اخری غیر الكوردیة..
ودعنا الروائي حسن ابراهيم على ان نلتقي تحت ظلال الوطن وظلال مهرجانات وملتقيات تحت اشراف اناس تهمهم الثقافة الكوردية وادباء المهجر بعيداً عن المنفعة والمصالح الخاصة.
الروائي في سطور:
ــ من مواليد 1966\قرية كيفلا التبعة لمحافظة دهوك في كوردستان العراق.
ــ تخرج من معهد الاتصالات السلكية واللاسلكية في بغداد عام 1985.
ــ تعود بدايته مع الكتابة الى منتصف الثمانينيات في جريدة هاوكاري.
ــ عضو اتحاد الادباء والكتاب الكورد\فرع دهوك.
ــ يعد احد مؤسسي المركز الثقافي في مدينة سيميل التابعة لمحافظة دهوك.
ــ اصدر لحد الان 16 كتابا وتوزعت ما بين الرواية والقصة القصيرة ومنها:
حدود الموت\قصص قصيرة 2000
الجحيم الابيض \ رواية 2004
الليالي الباردة\ رواية 2006
اغتراب الآمال\ قصص قصيرة 2007
امسيات براغ\ رواية 2008
خج البرلينية \ رواية 2010
المتيمة \قصص قصيرة 2013
مثلث الجريمة \ رواية 2014
بالاضافة الى روايات ومجاميع قصص قصيرة اخرى وقد شارك الاديب في العديد من الامسيات الثقافية داخل وخارج الوطن ويعيش حاليا ومنذ عام 1995 في المانيا.
إرسال تعليق