طفق يمشي في ضاحية المدينة بجوار النهر عندما سمع طلقة بندقية. أعقبها صياح: غاق. غاق. غاق. في تلك اللحظة شاهد ريشة تتلاوح في السماء و تتراقص وتروم
وجهته. شرعت تتهاوى إلى أن ارتطمت بوجهه واستقرت على صدره. أمسكها وفحصها ثم نظر في الجهات كي يكتشف مكان القنّاص ولم يظهر له من وجود أو أثر. أمعن النظر في الزوايا الأخرى علّه يكتشف مكان الغراب الذي فقد ريشة من جناحه. داعب الريشة ووضعها في جيب معطفه متمتما:
وجهته. شرعت تتهاوى إلى أن ارتطمت بوجهه واستقرت على صدره. أمسكها وفحصها ثم نظر في الجهات كي يكتشف مكان القنّاص ولم يظهر له من وجود أو أثر. أمعن النظر في الزوايا الأخرى علّه يكتشف مكان الغراب الذي فقد ريشة من جناحه. داعب الريشة ووضعها في جيب معطفه متمتما:
- لِمَ لا؟ ريشة غراب قد تكون تحفة لا تقدر بثمن!
أقفل راجعا إلى عمله، ونسى أمر الريشة الرابضة في جيب معطفه.
الرجل يشتغل محررا في مؤسسة أدبية متخصصة في نشر دواوين الشّعر لا غير، وهو منهمك في هذه الأيام بإعداد مختارات شعرية، انتخب لها مئة قصيدة، لمئة شاعر.
في تلك الليلة بعد أن عاد من الحانة المجاورة، حيث اعتاد أن يشرب ستّ جعات لا يتجاوزها، سقطت الريشة من المعطف حيث كان يعلّقه على المشجب.
“ماذا سأفعل بهذه الريشة اللعينة؟” تساءل.
استأنف أزيز حيرته مخمّنا في هذرٍ، هل يحتفظ بها في صندوق الأشياء المهملة إلى حين، فقد يوظّفها في لوحة مرتجلة يوم عطلة الأسبوع حيث اعتاد أن يلعب بالأشياء كطفل في غرفة الخردة؟ أم يعلّقها في الحائط أو يضيفها إلى قناع سيحتاجه خلال حفلة تنكرية! ربما سيهديها ذات ليلة حميمة إلى إحدى نسائه غريبات الأطوار!
إرسال تعليق